عدد المساهمات : 8 نقاط : 10 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 11/05/2010 العمر : 36
موضوع: عوج بن عنق حقيقه أم خيال السبت مايو 15, 2010 5:19 pm
عوج بن عنق حقيقه أم خيال
يطاردنى عوج بن عنق منذ تسعة عشر عاماً.. كنت فى الثالثة عشرة من عمرى عندما قابلته لأوّل مرّة على صفحات كتاب "قصص الأنبياء المسمى بالعرائس" لأبى اسحق أحمد بن محمد الثعلبى.. (قال عبد الله بن عمر رضى الله عنهما: كان طول عوج بن عناق ثلاثة وعشرين ألف ذراع وثلثمائة وثلاثين ذراعاً بذراع الملك، وعمَّر ثلاثة آلاف وستمائة سنة، وكان ممن ولد فى دار آدم، وكانت أمه من بنات آدم، وكان عوج أدرك زمان نوح، وسأل نوحاً أن يحمله فى السفينة فطرده، وقال له: يا عدو الله من يحملك ؟.. وكان ماء الطوفان يصل إلى وسطه، وكان جبّاراً فى خلقته، مفسداً فى أفعاله، وإذا غضب على أهل بلد بال عليهم فيغرقون فى بوله...إلخ)- "كتاب عجائب المخلوقات وغرائب الموجودات.. للقزوينى". هالتنى ضخامته المفرطة التى لم يستطع خيالى أن يجسمها لى، فتماهت صورته فى ذهنى مع "الرجل الأخضر" بطل الحلقات التليفزيونية الأمريكية الشهيرة، ومع "جليفر" فى بلاد الأقزام؛ وكان التليفزيون ي رحلات جليفر فى حلقات من أفلام الرسوم المتحركة!! لكن الفرق بين عوج بن عنق (وفى رواية عناق/ وفى رواية أخرى الأعنق) وبين كل من الرجل الخضر وجليفر هو أن الأخيرين مجرد خيال وخدع سينمائية، أما عوج بن عنق فهو حقيقة واقعة، أو كانت واقعة فى يوم من الأيام، بالتاكيد حقيقة، أليس موجوداً فى كتاب؛ وليس أى كتاب، إنه كتاب قديم، وفى المجال الدينى- قصص الأنبياء، ولأحد الأئمة أيضاً...!! كنت أنسى عوج بن عنق، وأتذكره، وأنساه، وأتذكره، وهكذا.. لكننى قابلته كثيراً على صفحات كتب أخرى لها نفس مواصفات الكتاب الأول (قديمة/ تاريخية/ ذات صبغة دينية/ مؤلفوها لهم أسماء كبيرة وخطيرة). فالقرطبى مثلاً يقول- عن ابن عمر- أن "عوج بن الأعنق كان يحتجن السحاب أى يجذبه بمحجنه، ويشرب منه، ويتناول الحوت من قاع البحر فيشويه بعين الشمس، يرفعه إليها ثم يأكله، وحضر طوفان نوح عليه السلام ولم يجاوز ركبتيه، وكان عمره ثلاثة آلاف وستمائة سنة...". كل ذلك كان يبهرنى ويذهلنى عن سؤال لابدّ من طرحه: هل عوج بن عنق حقيقة ؟! لابد أن هذا السؤال حاول أن يطفو مرّة ليقف أمامى ويواجهنى، لكننى -باليقين المترسّخ بداخلى بحقيقة عوج بن عنق- غطَّست هذا السؤال حتى "فطس" ولم يحاول أو يستطع الطفو مرّة أخرى!! ولم أفكر فى مناقشة مشكلة عوج بن عنق مع أحد، اعتبرتها سرّى الخاص، أو موضوع يهمنى وحدى، ولن يهتم أحد بمناقشته معى، بل قد أت للسخرية بسببه.. لكننى فوجئت بـ"سرّى الخاص" وكأنه قضية عامة، قضية لم تشغلنى وحدى بل شغلت كثيرين قديماً وحديثاً.. فابن كثير فى البداية يتحدث عن عوج بن عنق وصفاته، ثم يعقب بقوله:"إلى غير ذلك من الهذيانات التى لولا أنها مسطرة فى كثير من كتب التفاسير وغيرها من التواريخ وأيام الناس لما تنا لحكاية سقطاتها وركاكتها، ثم إنها مخالفة للمعقول والمنقول ويقول ابن خلدون:"وسطروا عن عاد وثمود والعمالقة فى ذلك أخباراً عريقة فى الكذب من أغربها ما يحكون عن عوج بن عناق؛ رجل من العمالقة الذين حاربهم بنو إسرائيل فى الشام فزعموا أنه كان لطوله يتناول السمك من البحر ويشويه فى الشمس". وكتب عنه فوزى العنتيل فى كتابه "الفلكلور ما هو؟"، وشوقى عبد الحكيم فى كتابه "أساطير وفلكلور العالم العربى- الجزء الأول" وذلك من منظور دراسات التراث الشعبى. وبدأت أعيد بناء فكرتى حول عوج بن عنق من ، فوجدت أن هناك انقساماً خطيراً بشأنه، البعض يعتبرونه حقيقة لا جدال فيها- كما كنت أعتبره أنا بدون أن يتماهى فى أذهانهم مع الرجل الأخضر أو جليفر!! والبعض اعتبروا حكايته حديث خرافة من وضع جهال بنى إسرائيل، وأنها مدسوسة على المفسرين، وكان على المفسرين والمؤرخين ألا يتحدثوا عنها فى كتبهم. ويرى فاروق خورشيد أنه لا وجود لمشكلة إذا تم تناول عوج بن عنق وأشباه حكايته كفلكلور وليس كتاريخ واقعى يُرجع إليه فى التفسير الدينى أو التوثيق لتاريخ المنطقة التى نعيش فيها (راجع كتاب فاروق خورشيد معادن الجوهر). لكن سؤالاً هاماً ألح على ذهنى: ماذا لو أن البعض قرأوا كتب الذين صدقوا بحقيقة وجود عوج بن عنق ولم يقرأوا كتب الذين أنكروه أو كتب الذين نظروا إليه كأدب شعبى؟! فمن المسئول عن انتشار الخرافة فى الدين؟ وكيف يمكن تنقية العقول التى تدخل فيها هذه الخرافات كانها حقائق دينية؟! وهل يمكن إعادة النظر فى بعض التفاسير المتداولة بشكل ما؟! وأسئلة مشابهة لا أملك إجابات شافية عليها، لكن بالتاكيد منكم من يملك طرح أسئلة أخرى، ومنكم من يملك طرح إجابات مناسبة. حكاية هامة: كنت أتحدث مع أحد الأصدقاء عن عوج بن عنق فاتضح أن له هو الآخر قصة معه، أو على الأصح قصة مع كتاب الثعلبى.. وهذا الصديق خريج جامعة الأزهر وخطيب بأحد المساجد، أعطاه صاحب له هذا الكتاب باعتباره كنز سيفيده فى التحضير لخطب يوم الجمعة، وبالفعل بهرته الحكايات والقصص العجيبة، وأعجب بنفسه وهو يحكيها على المنبر ويستخلص منها المواعظ والناس منبهرة بما يقول.. ثم عرف، وفهم، وندم.. لكن الحكايات عرفها المئات من على منبر مسجد كأحاديث صحيحة ودين صحيح !!
و يا ريت يا شباب تفيدوني في الموضوع ده انا كمان علشان انا محتار منقول للافادة وانا مستني ردود بعد الامتحانات وربنا يوفقنا جميعا ان شاء الله